لـــغـــة الـــضـــاد ... هل بدأت نهايتها

لا يحلو الكلام الا بعد الصلاة على خير الأنام...فصلوا عليه جميعا
عليه افضل الصلاة والسلام

رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي ... وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني ... عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي ... رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي

وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً ... وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ ... وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ ... فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني ... وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني ... أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً... وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً ... فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ

أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَرْبِ ناعِبٌ ... يُنادي بِوَأْدِي في رَبيعِ حَياتي

وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ ... بِما تَحتَهُ مِن عَثْرَةٍ وَشَتاتِ

سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً ... يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي

حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ ... لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ

وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ ... حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً ... مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً ... فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ ... إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى ... لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً ... مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ

إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ ... بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي

فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى ... وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي

وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ ... مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ

{ قصيدة اللغة العربية تنعي حظها .. للشاعر حافظ إبراهيم }

بهذا الأبيات المؤثرة احببت أن أبدأ حديثي ... حديثي عن لغتنا العربية

لغة محمد - صلى الله عليه وسلم - ... ومن أشرف واحسن من سيد الخلق ...

لغتنا العربية التي أصطفاها رب العباد لتكون لغة القرآن الكريم .. آخر الرسالات السماوية ...

تلك اللغة التي كانت اصل الحضارات ... لغة الخوارزمي وجابر بن حيان وابن سينا والرازي وابن النفيس وغيرهم ....

تلك اللغة التي كانت عندما تنطق أمام أي أحد يقف لها الكون احتراما وتقديرا ...

وسأذكر لكم قصة قرأتها ذات مرة عن عالم يوناني ... كان يجوب الدنيا ليتعلم ويعلم ...

وعندما وصل للعراق ... قابل أحد العرب فسأله بلغته اليونانية عن مكان يبيت فيه ...

فرد عليه العراقي باللغة العربية الفصحى ... فإبتسم العالم اليوناني وقال للعراقي (أأنت عالم )

فتعجب العراقي من سؤال اليوناني وقال له ولما قلت ذلك ... فقال له اليوناني (( أليست هذه لغة العلماء ))

ياالله ... عالم غربي ... يعلم أن اللغة العربية هي لغة العلماء ... ونحن هنا نتخذها للإستهزاء ...

فلو تحدث أحد بالغة العربية ... لوجدت المئات يستهزئون منه ...ويسخرون من لغة هي الأصل ...

يعتقدون بأن العلم والحضارة هو بهجران لغتنا العربية ... يعتقدون أن اللغات الأجنبية دليل الرقي ...

وما يزيد الأمر عجبا ... هو أن من يسمونهم بالحضاريين وهم الغرب ... أغلبهم يسعون جاهدين لتعلم اللغة العربية

وخصوصا المسلمين منهم ... لأنهم يعلمون بأن لغة الضاد هي الحضارة ... وليست مصطلحاتهم الغربية

أخي ... أختي ...

لا عيب في تعلم اللغات الأخرى ... بالعكس ... فهي مهمة جدا ...

و لكن (( لكل مقام مقال )) ... فحاولوا أن تتعلموا وتتقنوا اللغة العربية نطقا وكتابة ...

فلكم يحزنني عندما أجد أعضاء بيننا يكتبون بأخطاء إملائية فادحة جداااا ... والله أحزن كثيرا لهذا ...

وأحيانا تصل هذه الأخطاء لأسماء العضويات ... فكثيرا ما أرى أسماء عضويات بأخطاء إملائية ...

وليس العيب أن نخطئ ... ولكن العيب أن نستمر بالخطأ

أتمنى أن أكون قد أوصلت لكم فكرة موضوعي هذا ... وأعذروني على الإطالة ...