أبنية التصغير عند ابن معطي وأبي علي الفارسي

الـسَلآمُ عَلَيِكُمْ وَ رحمَة الله وَبَــــرَكَــآتُــه.

والصلاة والسلام علـى خاتم الأنبيـاء سيدنـا ونبينـا محمـــد , صلى الله عليــه وسلـم ,

أبنية التصغير عند ابن معطي وأبي علي الفارسي

الأستاذ : بن عزوز محمد

قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة معسكر

فكلمة دِرْهَم وزنها فِعْلَل والتصغير يقتضي إدخال ياء التصغير بعد الحرف الثاني لتصير دريهما ووزنها فعيلل ووزن درهم ليس فِعَّلا فيصير وزن دريهم، فعيعلا وكذلك كلمة عصفور التي وزنها فعلول فبإضافة ياء التصغير إليها وقلب الواو ياء لتناسب الكسرة التي قبلها، تصير الكلمة: عصيفيرا ووزنها فعيليل وليس فعيعيلا لأن وزن عصفور ليس فُعُّولا بتشديد العين.

وكذلك: مفتاح ومُفَيْتِيح وزنهما مفعال ومفيعيل فلا بد من مقابلة الحرفين الزائدين وهما الميم والأنف لصياغة اسم الآلة بالحرفين نفسيهما في الوزن ومقابلة (ف، ت، ح) في الكلمة بـ (ف، ع، ل) في وزنها وكذلك نقابل بين مفيتيح ومفيعيل.

أغراض التصغير

وتصغر الأسماء لأغراض مختلفة ذكر الثمانيني بعضها في قوله"11:" اعلم أن التصغير هو تقليل كثير، وتحقير عظيم، وتقريب شيء من شيء.

أما تقليل كثير فنحو: أشجار، وشجيرات وأغنام وغنيمات، ودراهم ودريهمات.

وأما تحقير عظيم فنحو: رجل، ورجيل، وشاعر، وشويعر، وعالم وعويلم وأما تقريب شيء من شيء فنحو: قولك: استيقظت قبيل الفجر.

ومن أغراض التصغير أيضا: تصغير كبير نحو: جبل وجبيل، ونهر ونهير وبحر وبحير.

ومنه ما يصاغ للتَّحَبُب نحو: يا بُنيّ، ويا أُخيّ.

والتصغير من علامات الاسم، غير أنهم صغروا فعل التعجب لشبهه باسم التفضيل، ويقول الثمانيني عن هذا الفعل، "ولأجل شبهه بالأسماء... دخله التصغير"12، ويستدل على ذلك بقول الشاعر:

يا ما أميلح غزلانا شدن لنا من هؤليائكن الضال والسمر"13

واستدل به ابن هشام على قوله: "وأجازوا تصغير أفعل في التعجب لشبهه باسم التفضيل"14.

وذكر البيت أيضا إميل بديع يعقوب -مشيرا إلى تصغير فعل التعجب- فقال: "وفي البيت شاهدان: أولهما قوله: "أميلح" حيث صغر فعل التعجب، وثانيهما قوله:" هؤليائكن" حيث صغر اسم الإشارة مع اقترانه بالهاء"15.

وقد تناول ابن معطي وأبو علي الفارسي موضوع التصغير فأشارا إلى الأبنية السابقة وإلى أبنية أخرى منه، مثل تصغير الجمع والترخيم والأسماء المبهمة، وجاء تناولهما لهذا الموضوع كما يأتي:

أولا: ابن معطي

أشار ابن معطي إلى أبنية التصغير الثلاثة التي تصاغ من ثلاثي الاسم المفرد ورباعيّه، وخماسيّه، وما كان رابعه حرف مد"16، واستدل على فعيل، بفُلَيْس ورُكَيْب، ورُجَيْل وهي تصغير لفَلْسْ، ورَكْبْ، ورَجُل.

واستدل على فعيعل من الرباعي المجرد بدريهم، ومن الخماسي المجرد بسفيرج وهو تصغير سفرجل بحذف خامسه.

واستدل على فعيعيل من الخماسي المجرد بسفيريج الذي عوض فيه الحرف المحذوف بياء المد، ومما كان رابعه حرف مد بدنينير وهو تصغير دينار.

ثم اشار إلى تصغير الجمع أفعال والصفتين فعلان وفعلاء وذكر أن الألف فيها لاتحذف فهي أفيعال نحو: أجيمال، وفعيلان نحو: سكيران، وفعيلاء نحو: حميراء"17 وكذلك ألف التأنيث وهائة لا يحذفان في مثل: حبيلى، وطليحة"18.

وذكر أيضا أن كل محذوف يرد في التصغير نحو: وعيدة ويدية: وشويهة، وثبية وعضية، وستيهة، وأُبَيّ، وفُوَيّه، وذُوَيّ"19، وكل هذه الكلمات صغرت من: عدة، ويد شاة، وثبة"20، وعضة، وسه أو است، وأب، وفم، وذو.

ثم انتقل إلى تبيين تصغير المقصور والمنقوص نحو:غَضى وغُضيّ، وعمٍ وعُمَيّ.

أما مثل نحو، ففيه قلب الواو ياء وإدغامها في ياء التصغير قبلها ليقال: نُحَيّ ومثل يَحْيَى يقال فيه يُحَيَّى"21 وألف الإلحاق تحذف في التصغير نحو: أَرْطَى وأُرْيْومِعْزَى ومُعَيْز، وقبعثرى وقبيعث، ويجوز حذفها في حبارى،فيقال:حبير، وحبيرى"22.

وأشار إلى أن جمع الكثرة يصغر برده إلى الواحد ثم يجمع جمع مذكر سالما إذا كان للعاقل نحو: رُجَيْلين ظُرَيّفين، ويجمع بالألف والتاء إذا كان لغير العاقل، ولم يذكر مثالا لهذا التصغير"23 وثم أشار إلى ما شذ من التصغير فذكر تصغير المرخم نحو: زهير، وعثيم، وتصغير: مغيربان في مغرب، وعشيشيان في عِشًى"24، وهاذيّ في هذا، وذيّالك في ذلك، واللَّتيّا في اللتي"25 وقديديمة في قُدَّام، ووُرَيِّئَة في وراء"26.

وختم هذا الموضوع بذكر تصغير الثلاثي المؤنث بلا علامة والذي يصغر برد تاء التأنيث إليه نحو: قدر، وقديرة"27 وشذ منه نحو: قويس، ودريع، وعريس، ونييب وعريب، وحريب"28.

أما ما جاء في سياق كلام ابن معطي من أبنية التصغيرفي ألفيته فقد ورد منها: فعيل وفعيعل أوفعيلل كما أشرت إلى ذلك في بداية هذا الموضوع.

أما فعيل فورد منه خمس كلمات هي:

الكلمة

السُّمَيّ

قريش

الغوير

عبيد

عويف

البيت

29

188

529

664

1003

وأما فعيعل أو فعيلل فورد منه كلمة واحدة هي:

الكلمة

أُسَيِّد"29

البيت

873

ولم يستعمل ابن معطي من الوزن فعيعيل أو فعيليل إلاما أشار إليه في كلامه عن تصغير الخماسي بالمثالين: سفيريج، ودنينير"30.

ثانيا: أبو علي الفارسي

أشار أبو علي إلى أبنية التصغير، وهي عنده ثلاثة: فعيل نحو: فليس، وفعيعل نحو: دريهم وفعيعيل نحو: دنينير"31، وذكر أن "الأسماء المصغرة على ثلاثة أضرب: ثلاثي ورباعي وخماسي... وأن بنات الخمسة لا تصغر كما لا تكسر إلا على استكراه لما يلزم فيهما من حذف حرف من نفس الكلمة"32، أي حذف حرف من أصولها. وقد تناول أبوعلي التصغير حسب ما يأتي:

أ- تصغير الأسماء الثلاثية الأصول

ومنها الصحيحة المذكرة والمؤنثة والمعتلة المذكرة والمؤنثة أيضا.

فمن الصحيح المذكر نحو: رجل، ورجيل، وجمل، وجميل، ومن المؤنث نحو: طلحة وطليحة وقدر وقديرة، ومن المضاعف نحو: خُصّ، وخُصَيْص"33.

ومما ذكره من المعتل نحو: عدة، ووعيدة أو أعيدة، ومُتَّعِد، ومويعد، ومتسر، ومييسر وباب وبويب، وجوزة وجويزة، وجرو، وجريّ، وعصا، وعُصَيّة، وغزوة، وغُزَيّة"34.

ب- تصغير الثلاثي الذي حذف منه حرف أصلي

وأورد منه نحو: مُذ ومنيذ"35، وسه وستيهة، وابن، وبني، واسم وسُمَيّ، ودم، ودُمَيّ، ويَدٍّ، ويدية"36.

جـ- تصغير ما لحقته علامة التأني

وذكر منه: ثمرة، وثُمَيْرَة، وقطاة، وقُطَيَّة ونواة، ونُوَيَّة، وحبلى، وحُبَيْلَى، وصحراء وصُحَيْراء، وحمراء وحُمَيْراء"37.

ذ- تصغير ما زيد في آخره ألف ونون

وذكر منه نحو: غضبان وغضيبان ومرجان ومريجان، وزعفران، وزعيفران، وسلطان وسليطين"38.

هـ- تصغير الثلاثي المزيد بحرفين

عند تصغير هذا النوع من الأسماء إما أن يحذف أحد الحرفين دون الآخر وجوبا وإما مع جواز اختيار الحذف أما ما يتعين فيه حذف أحد الحرفين دون الآخر فنحو: مغتلم ومغيلم أو مغيليم ومنطلق ومطيلق أو مطيليق ومذكر، ومذيكر، ومضطرب، ومضيرب، مزدان أو مزين، ومحمر، ومحيمر أو محيمير، واحمرار، وحميرير"39.

وأما ما فيه اختيار الحذف فنحو: قلنسوة، وقلينسة أو قليسية، وثمانية، وثمينية أو ثمينة، وحبارى، وحبير أو حبيرى"40.

و- تصغير الأسماء الرباعية المجردة والمزيده

ومما ذكر منه: درهم ودريهم، وجعفر وجعيفر، وعنكبوت و عنيكب، وسلحفية، وسليحفة، وقمحدوة، وقميحدة، وكنهور وكُنيهير"41.

ز– تصغير الجمع

وذكر منه جمع القلة نحو: أكلب، وأكيلب، وأبيات، وأَبْيَات وأقفزة، وأُقَيْفِزَة، وصبية، وصٌبيّة"42.

ومن جمع الكثرة نحو: دور وأَدْؤُر، وأديئر أو دٌوَيْرَات، ودراهم ودريهمات، ومطابخ ومطيبخات، وقناديل، وقنيدلات.

أما ما جاء منه على ألفاظ الآحاد فتصغيره نحو: قوم، وقويم ونفر ونفير، ورهط ورهيط، وإبل، وأبيلة، وغنم، وغنيمة"43.

ح– تصغير الترخيم

ومنه: دارت حارث وحُرَيْث، وجابر، وجُبير، وأسود وسويد وأزهر، وزهير"44.

ط- تصغير الأسماء المبهمة

وذكر منها: ذا، وذَيَّا، و تَا، وتيّا وأولاء، وأولياء والذي واللذيّا، والتي، واللّييّا واللتيّات"45.

وأما ما جاء في سياق كلام أبى علي من أبنية التصغير في تكملته فهو كما ياتي:

أ – فُعيل:

الكلمة

عويف

نييب

عريب

عبيد

بريق

سهيل

رجيل

رٌكَيْب

الصفحة

22

73

92

120

125

140

178

178

ب- فُعيلة:

الكلمة

شويهة

أذينة

عيينة

سويقة

دويرة

جبيرة

عبيدة

وريكة

قتيبة

فهيرة

الصفحة

53

91

91

91

91

92

124

133

135

136

جـ - فُعيلى:

الكلمة

سُليمى

حُبيلى

أُخيرى

الصفحة

8

103

103

د- تصغير الثلاثي الذي حذف منه حرف أصلي وهو مؤنث ووزنه فٌعَلية:

الكلمة

أُخية

يُدية

سُتيهة

بُنية

الصفحة

161

134

161

162

هـ – تصغير الترخيم: ووزنه فٌعيل:

الكلمة

زهير

الصفحة

137

و – فُعَيعِل:

الكلمة

أٌسيّد

حميّر

كثير

أٌخيطل

عٌقيرب

عٌقيّّب

دريهم

الصفحة

58

58

77

87

92

92

103

ز- فعيعيل وفعيعيلة:

الكلمة

مٌهيّيم

بريذينة

الصفحة

58

121

استعمل ابو علي جل أبنية التصعير ولم يستعمل من امثلة الجمع التصغير إلا ما أشار إليه في كلامه عن أبنية التصغير نحو: أُديئر، ودويرات"46.

ثالثا : الموازنة بينهما في أبنية التصغير :

اتفق ابن معطي وأبو علي في الإشارة إلى أن تصغير أسماء الآحاد يكون على ثلاثة أبنية هي: فُعَيل، فُعَيْعِل، وفُعَيْعِيل"47.

فما كان على ثلاثة أحرف يصغر على فعيل: نحو: فلس وفليس.

وما كان على أربعة أحرف أو على خمسة أصول يصغر على فعيعل نحو: درهم ودريهم، وضارب، وضويرب، وسفرجل وسفيرج، وما كان رابعةه حرف لين أو كان خماسي الصول يصغر على فعيعيل نحو: دينار ودنينير، وسفرجل وسفيريج.

واتفقا على ذكر تصغير ما زيد بألف ونون نحو: سكران، وسكيران، وسعدان وسعيدان وزعفران، وزعيفران"48.

واتفقا أيضا على ذكر تصغير المؤنث نحو: طلحة وطليحة، وحٌبلى وحٌبَيلى وحمراء وحميراء، قدر وقديرة"49.

وافقا كذلك في أشارة إلى الثلاثي الذي حذف منه حرف أصلي نحو: أب وأٌبيّ وفم وفٌويه، وابن وبنيّ، ويَد ويُدَيَّه واسم وسُميّ"50.

واتفقا أيضا في ذكر تصغير الجمع نحو: أجمال وأجيمال، ورجال ورججيلين ودراهم ودريهمات وتصغير الترخيم نحو: أزهر وزهير، وعثمان وعثيم، وتصغير الأسماء المبهمة نحو: هذا وهاذي، واللتي واللتيا"51.

واختلافا فيما يأتي:

أشار ابن معطي إلى تصغير المنقوص نحو: عم وعٌميّ،و نحو ونٌحيّ، وما كان آخره ألف إلحاق نحو: أرطى وأريط، ومعزى ومٌعَيز، وقُبعثرى وقبيعث،و ما شذ نحو: مغرب ومغيربان، وعِشَى وعشيشيان"52، ولم يشر أبو علي إلى ما تقدم.

وأشار أبو علي إلى تصغير الأسماء الثلاثية المزيدة بحرفين نحو: منطق ومطيلق أو مطيليق، ومغتلم، ومغيلم أو مغيليم"53 ولم يشر إليه ابن معطي.

أما ما جاء في سياق كلام كل منهما فقد اتفقا فيه باستعمالهما للبنائين فُعَيل، وفُعَيْعِل ولم يستعمل ابن معطي غيرهما"54.

واختلفا في أن أبا علي استعمل بالإضافة إلى البنائين السابقين: فُعيلة، وفُعيلى، وفُعيعيل وفُعيعيلة، واستعمل تصغير الاسم الثلاثي الذي حذف منه حرف أصلي نحو: يديه، وتصغير الترخيم في كلمة: زهير"55.

الإحالات

11 يراجع الفوائد والقواعد ص762

12 يراجع شرح التصريف ص465

13 يراجع الفوائد والقواعد ص558

14 يراجع مغني اللبيب ص645

15 يراجع المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية 1/443

16 تراجع الأبيات 784- 790

17 تراجع الأبيات 791- 793

18 يراجع البيتان 794- 795

19 تراجع الأبيات 796- 798

20 الثبة: العصابة من الفرسان (يراجع لسان اللسان 1/143)

21 تراجع الأبيات 798- 800

22 تراجع الأبيات 801- 803

23 يراجع البيتان 804،805

24 يراجع شرح ألفية ابن معطي 2/1217

25 تراجع الأبيات 806- 809

26 يراجع البيت 825

27 يراجع البيتان 810، 811

28 يراجع البيتان 826، 827

29 وأسيّد: تصغير أسود والكلمة في الأصل أُسَيْوِد، قلبت الواو ياء لسكون ياء التصغير قبلها وإدغمها فيها (يراجع شرح ألفية ابن معطي 2/1263).

30 يراجع البيت 789

31 تراجع التكملة ص196

32 تراجع التكملة ص196

33 تراجع التكملة ص197

34 تراجع التكملة ص197، 198

35 مذيد: تصغير إسم رجل سمي مذ (تراجع التكملة ص199)

36 تراجع التكملة ص199

37 تراجع التكملة ص200، 201

38 تراجع التكملة ص202

39 تراجع التكملة ص203، 204

40 تراجع التكملة ص205

41 تراجع التكملة ص206

42 تراجع التكملة ص207

43 تراجع التكملة ص207

44 تراجع التكملة ص209

45 تراجع التكملة 210

46 تراجع التكملة ص207

47 تراجع الأبيات 784- 790 والتكملة ص196، 197، 206

48 يراجع البيتان 791، 793، والتكملة ص202

49 تراجع الأبيات 792- 795، والتكملة ص200، 201

50 تراجع الأبيات 796- 798، والتكملة ص199

51 تراجع الأبيات 793، 804، 805، والتكملة ص207- 210

52 تراجع الأبيات 799- 802، 807

53 تراجع التكملة ص203

54، 55 تراجع جداول أبنية التصغير عند كل منهما من هذه الرسالة

المصادر والمراجع

1ـ الفوائد والقواعد

2ـ الكتاب

3ـ الأصول في النحو

4 ـ كتاب الفصول

5 ـ كتاب شذا العرب

6 ـ المحيط

7 ـ أبنية الصرف في كتاب سيبويه

8 ـ معجم المصطلحات النحوية والصرفية

9 ـ جامع الدروس العربية

10 ـ المرجع في اللغة العربية

11 ـ شرح التصريف

12 ـ مغني اللبيب

13 ـ المعجم المفصل في الشواهد النحوية

14 ـ لسان اللسان

15 ـ شرح الفية ابن معطي

16 ـ التكملة