~* ثمرات التوكل على الله *~

تقول صاحبة القلب الحزين . . و نحن في انتظار المولود الجديد . .
و إذا بالدنيا تضيق بنا فيسجن زوجي ظلما . .
و في أثناء وجوده داخل السجن . يرزقنا الله بطفلة جميلة . .
فأحمد ربي و اشكره . . و تمر الأيام و أنا
و طفلتي داخل شقتنا الصغيرة و لا أحد يدري بنا . .
و كأن هذا الحكم الظالم على زوجي شملنا جميعا . .
و صدق رسولنا صلى الله عليه و سلم فقال :
((فالدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر )) _صحيح مسلم 2965
و في ذات ليلة . . تصاب طفلتي بمرض شديد . . و ترخ و تبكي من شدة الالم . .
و أنا لا أستطيع أن أفعل لها شيئا . .
لإاخذت أناجي ربي و من لي سواك ربي . . و من اتوكل عليه غيرك . .
و من حسبي غيرك . .
و أخذت أتوسل إليه و أتضرع ليشفي طفلتي و أنا لا أملك أي . . شيء لا مال للطبيب و لا مال للدواء . .
لأاني أنام من غير عشاء معظم أيامي . .

جلست إلى جوار طفلتي و اجتمع حزني . . آلامي مع الظلمات ليلي . .
و أنين قلبي . فتكون السحاب في عيني . . و أخذتا
تمطر الدمع فكان كالسيل على خدي .
و في ظلمات الليل و مع انين القلب و الساعه تقترب من الثانية بعد منتصف الليل , و القلب الحزين مازال ينادي ربه .

فيدق الباب !
فأسرعت نحو الباب و قلت من ؟
فقال : أنا الطبيب
و بدون شعور فتحت الباب . . وإذا بطبيب يحمل حقيبة و يقول :
السلام عليكم
أين الطفلة المريضة ؟
و أنا في خضم دهشتي و فزعي . . أقول له . .
غنها بالداخل . . إنها بالداخل .

فدخل الطبيب . . و كشف على طفلتي و كتب الروشتة . .
ووقف خارج باب الشقة
و أخذ يقول : هيا يا أختي أسرعي .
فقلت : ماذا تريد يا دكتور ؟
قال : ماذا أريد !
أريد الأجر . . . أجرة الكشف أختي .
فقلت له : لا أملك . . و الله لا أملك
فقال الطبيب : أما عندك حياء .
توقظيني من نومي و تخرجني من بيتي في هذا الوقت ثم تقولين إنكِ لا تملكين أجرة الكشف ؟
فقلت له : و الله ما أيقضتك . . و الله ما اتصلت عليك إنني لا أملك تليفون في بيتي .
فتعجب الطبيب و قال : أليس هذا منزل فلان بن فلان ؟
فقلت : لا يا دكتور إنه بالشقة التي بجوارنا .
فتدمع عين الطبيب و يقول :
ما الحكاية ؟
ما حكايتكِ يا أختاه ؟
فرويت للطبيب حكايتي
فخرج و الدموع في عينيه . . و احضر الدواء و العشاء و جعل لي راتبا شهريا إلى ان فرج الله كرب
زوجي و خرج من السجن .